كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



رحلة في العالم الأرضى:
وحين بلغ الأمر من الشدة والضيق مداه في نفس النبي، وأصبح جو مكة ثقيلا خانقا.. أراد- صلوات اللّه وسلامه عليه- أن يلتمس له متنفسا خارج مكة، لعله يجد أعوانا على الحق، وأنصارا للخير، يستمعون له، ويستجيبون لدعوته.
كان لابد أن يلتمس النبي لنفسه ولدعوته مجالا آخر خارج مكة، بعد أن لقى هو وأهله الأدنون ما لقوا من هذا البلاء الشديد، أثناء الحصار الذي ضربته عليهم قريش نحو ثلاث سنين..
ومما ضاعف من وقع الآلام في نفس الرسول، أن سقط في ذلك الحين الجناحان اللذان كانا يرفّان عليه رحمة وحنانا.. ذلك أنه ما كادت تنتهى محنة الحصار، ويفسد تدبير قريش، وتنقض صحيفتها التي أبرم فيها هذا العقد الذي عقدته بينها لمقاطعة بنى هاشم، بعد أن سلّط اللّه عليها الأرضة فأكلتها جميعا، إلا ما ورد فيها من ذكر اسم اللّه عز وجل- ما كادت تنتهى هذه المحنة.
حتى مات عمه أبو طالب، بعد خروجه بقومه من الشّعب بستة أشهر.. ثم لحقت به الزوجة البرّة الرحيمة السيدة خديجة، بعد موته بثلاثة أيام!! فانظر كيف ابتلى النبي الكريم هذا الابتلاء في عمه وفى زوجه، وكيف تفرغ يده من كلّ قوة مادية على هذه الأرض كانت تقف إلى جانبه، وتشد أزره؟ ومتى كان ذلك؟
إنه كان في أحرج مواقف الدعوة، وحين بلغ الأمر من الشدة والشقاق مداه، بين قريش، وبين النبي.
إن ذلك كله من ألوان الشدائد والمحن التي مرت بالرسول خلال تلك السنوات العشر التي قضاها النبي الكريم بين قومه، يغادبهم، ويراوحهم بآيات اللّه وكلماته، فلا يسمع منهم إلا ما يسوء، ولا يلقى منهم إلا ما يكره- نقول إن ذلك كله كان تربية وإعدادا للجولة التالية من الدعوة، واستعدادا لاستقبال الطور الجديد من أطوارها- حيث ستشهد الأيام التالية أحداثا جساما، وتطورات خطيرة في حياة هذا الدين الجديد. فسيلتقى النبي بوجوه كثيرة من قبائل مختلفة، وسيسمع أحاديث متباينة، وسيتلقّى أجوبة مختلفة لما يلقى على الأسماع من آيات اللّه، وسيهجر النبي موطنه، ويهاجر إلى موطن آخر، وأقوام آخرين غير قومه.، وستدور معارك، وتسيل دماء، ويبتلى النبي في نفر كريم عزيز من أصحابه، يسقطون في هذه المعارك، وسيقوم النبي على توجيه مجتمع إسلامى ضخم، بعد أن يجيئه نصر اللّه، ويفتح مكة، ويدخل الناس في دين اللّه أفواجا! إن هذا البلاء العظيم الذي ابتلى به الرسول، هو- كما قلنا- إعداد لما سيستقبل من تلك الأحداث الكبرى، وإن هذا البلاء أشبه بعمل المحاريث والفئوس، في شقّ الأرض، وتقليب تربتها قبل أن يلقى فيها الحبّ.. فذلك هو الذي يتيح لها الجو الصالح، لأن تعطى خير ما فيها من عناصر الإنبات، لما يلقى فيها من حبّ! نقول إنه في هذا الجو الثقيل الخانق، الذي كان يضيق به صدر الرسول في مكة- خرج إلى الطائف، يعرض نفسه، ويقدّم دعوته إلى ثقيف يلتمس منهم الاستجابة له، والنصرة لدعوته، والمنعة بهم من قومه.، وكان معه في رحلته تلك، مولاه زيد بن حارثة! ولما انتهى الرسول الكريم إلى الطائف، عمد إلى سادة ثقيف وأشرافهم، فدعاهم إلى اللّه، فلم ير منهم إلا إعراضا، وسفها، وتكذيبا، واستهزاء وكان فيما قال له صاحب كلمتهم: «واللّه لا أكلمك أبدا! لئن كنت رسولا- كما تقول- لأنت أعظم خطرا من أن أردّ عليك السلام! ولئن كنت تكذب على اللّه. ما ينبغى لى أن أكلمك!!» إنها سفسطة أحمق، وضلالة ظلوم جهول! فقام رسول اللّه من عندهم، وقد يئس من خيرهم، إن كان فيهم خير، وقال لهم صلوات اللّه وسلامه عليه: «أما إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا عنى» إذ كره رسول اللّه، أن يبلغ ذلك قومه عنه، فيغربهم ذلك به، ويدفعهم إلى الانتقام منه، ومضاعفة الكيد له.، ولكن القوم لم يفعلوا، وبعثوا إلى قريش من يخبرها بما كان من أمر محمد معهم، ثم أغروا به سفهاءهم وعبيدهم، فوقفوا له سماطين أي صفين وجعلوا يسفهون عليه، ويرمونه بالحجارة حتى دميت قدماه، وزيد بن حارثة يقيه بنفسه، حتى أصابه شجاج في رأسه! وترك الرسول الكريم- بأبى هو وأمي- الطائف على تلك الحال، وقد امتلأت نفسه أسى وحسرة، وفاض صدره، ضيقا وحزنا! ولكن إلى أين المسير؟ وهل هناك غير مكة؟ إنه على أي حال، لا يزال يمسك منها على شىء من الأمل والرجاء، ولا يزال يطمع في خير من أهل أو صديق فيها! وقبل أن يتخذ الرسول وجهته إلى مكة، أسند ظهره إلى شجرة نائية هناك، حتى تجتمع نفسه، وتسكن خلجاته ويخف عنه بعض ما حمل من أهل ثقيف من آلام! وفى ظل هذه الشجرة، وجّه الرسول وجهه إلى ربّه، يناجيه، ويطلب العون والمدد من رحمته، فخلق قلبه بهذا النداء الدافئ العميق، وتحركت شفتاه بهذا الدعاء الندىّ العطر، المعقود بأنفاس الأمل والرجاء في مالك الملك، ومن بيده ملكوت السماوات والأرض.. فيقول صلوات اللّه وسلامه عليه: «اللهمّ.. أشكو إليك ضعف قوّتى، وقلّة حيلتى، وهوانى على الناس! يا أرحم الراحمين. أنت ربّ المستضعفين، وأنت ربى إلى من تكلنى؟ إلى بعيد يتجهّمنى؟ أم إلى عدوّ ملّكته أمرى؟ إن لم يكن بك غضب علىّ فلا أبالى..».
بهذه الكلمات المشحونة بالإيمان الوثيق باللّه، المخلّقة بأنفاس النبوّة الطاهرة، اتجه الرسول إلى ربّه.. متضرعا، متوجعا، طالبا رضا ربّه ورحمته، في صبر وحمد، على السّرّاء والضرّاء! مدد غير منتظر:
وفى طريق الرسول الكريم من الطائف إلى مكة، نزل منزلا بمكان يسمّى نخلة وقضى فيه ليلته، ثم قام في جوف الليل يصلّى، ويتهجّد بكلمات ربّه، فصرف إليه نفر من الجنّ، فاستمعوا له، وباتوا الليل معه، دون أن يشعر بهم! وفى الصّباح، وقبل أن يزابل النبىّ مكانه الذي بات فيه، تلقّى خبر السّماء في قوله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} [الآيات: 29- 32] من سورة الأحقاف.
فكان هذا عزء كريما للرسول الكريم، ومواساة رقيقة مسّت مشاعر النبىّ، وذهبت بكثير مما خالطها من الألم والحزن، فشاع في كيانه الرّضا والاطمئنان.. إنه ليس وحده، وإن صوت السماء متصل به، وإن جندا من جنود اللّه- لا يراهم- يحفّون به، ويستمعون إليه، ويؤمنون به، وبالكتاب الذي أنزل عليه.
ومن هذا الذي يستمع إلى كلام اللّه، ويستجيب لرسوله؟ إنهم جماعة من الجنّ، الجنّ الذي يضرب به المثل في الخروج على كل نظام، والتأبّى على كل نداء!.
فكيف لا يكون لهذا القرآن مثل هذا الأثر في نفوس الناس، وفى أضلّهم ضلالا، وأعتاهم عتوّا؟
ولا شك أن في هذا قدرا كبيرا من التنفيس عن رسول اللّه، والتطييب لخاطره، بعد تلك التجربة القاسية التي مرّت به في الطائف.، وإنها لزاد يتزوّد به الرسول، ويجد منه القوة على مواصلة السّير في طريقه إلى قومه، وفى مواجهة تحدّيهم له، وعنادهم وتأبّيهم عليه!.
وعلى هذا العزم، ومع تلك القوة، مضى الرسول إلى مكة!.
ولا يجد الرسول قومه، على غير ما عرف منهم.. إنهم على هذا الضلال المبين، وعلى تلك العداوة له، والخلاف عليه.، وأنه إذا كان قد وجد من استماع الجنّ إليه، ما يشدّ عزمه، ويدفع به إلى مواجهة قومه في مكة- فإنه ما زال في حاجة إلى أمداد أخرى، تثبّت قدمه، وتشدّ عزمه، وتلقى أضواء على هذا الظلام الكثيف المنعقد في سماء مكة، بينه وبين قومه.
لقد أبلى الرسول الكريم بلاءه، في الأرض، واستنفد كل ما يعطى ويأخذ منها ومن أهلها، فكان لابد من عالم آخر، يتزود منه بزاد روحى، يشيع في كيانه قوى مجدّدة، لا تنفد على كثرة ما ينفق منها في هذا النضال المتصل بينه وبين قومه، حتى يحكم اللّه بينه وبينهم بالحق، وهو خير الحاكمين فكانت رحلة الإسراء!.
رحلة في العالم العلوي:
وفى الإسراء إلى العالم العلوي يجد الرسول من آيات ربّه، ومن دلائل قدرته، وعجائب ملكوته، ما تذوب في عباب محيطاته كل شرور العالم الأرضى وآلامه فلم يكن الإسراء في صميمه، إلا رحلة روحية لرسول اللّه، في عالم النور، وإلّا استدناء له إلى مواطن الرحمة واللطف.، وإن ذلك لهو الجزاء الحسن للرسول على جهاده الصّادق، في سبيل اللّه، وفى قيامه على أداء الرسالة التي أرسل إليها، واحتمل ما احتمل من أجلها وماذا يكون للرسول من جزاء في هذه الدنيا، على مالقى في سبيل الدعوة من عنت وإرهاق، وما أصابه من ضرّ وأذى في نفسه، وأهله، وصحبه؟ إن كلّ ما في الأرض لا يقوم ببعض هذا الجزاء.، وإن الرسول الزاهد في كل ما في هذه الأرض، وما عليها من مال ومتاع.. فلم يكن إلا ما في السماء، هو الذي يناسب حال الرسول، ويليق به! وقد ذكر القرآن الكريم حادثة الإسراء فى، أول سورة الإسراء والذي ذكره من أمر الإسراء، أنه وقع ليلا، وأن حدوده كانت من المسجد الحرام بمكة، إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس، وقد وصف بالأقصى لبعده عن المسجد الحرام، فهو في مكان قصىّ بالإضافة إلى المسجد الحرام.
يقول ابن إسحق في سيرته: وكان مسراه صلى الله عليه وسلم وما ذكر منه، بلاء وتمحيصا، وأمرا من أمر اللّه، في قدرته وسلطانه.. فيه عبرة لأولى الألباب، وهدى ورحمة، وثبات لمن آمن به وصدّق، وكان من أمر اللّه على يقين.. فأسرى به كيف شاء، ليريه من آياته ما أراد، حتى عاين ما عاين من أمره وسلطانه العظيم، وقدرته التي يصنع بها ما يريد.
وقد طلع النبىّ على قريش بهذا الخبر، وأنه أسرى به في ليلته تلك من مكة إلى بيت المقدس، فبهتوه، وكذّبوه، وأطلقوا ألسنتهم بالقول السيّء فيه.، وقال قائلهم: هذا واللّه الإمر، واللّه إن العير لتطّرد شهرا من مكة إلى الشام مدبرة، وشهرا مقبلة.. أفيذهب محمد في ليلة واحدة ويعود إلى مكة؟ ولم يقف الأمر عند كفّار قريش، بل تجاوزهم إلى ضعاف الإيمان، ممن أسلموا، فارتدّوا عن الإسلام، وارتابوا وتحدّث الروايات أن الكفار ذهبوا إلى أبى بكر رضي اللّه عنه لعلهم يجدون عنده ما وجدوا عند ضعاف الإيمان، فقالوا له: هل لك يا أبا بكر في صاحبك؟ يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس، وصلّى فيه، ورجع إلى مكة؟ فقال لهم أبو بكر: أنتم تكذبون عليه؟ فقالوا: ها هو ذا في المسجد يحدّث به الناس! فقال أبو بكر: لئن كان قاله لقد صدق! فما يعجبكم من ذلك؟ فو اللّه إنه ليخبرنى أن الخبر ليأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار، فأصدقه.. فهذا أبعد مما تعجبون منه.
ونحن نشكّ في هذه الرواية.. فما كان أبو بكر بالذي يخفى عليه شىء من أمر النبىّ، حتى يعلمه كفار قريش قبل أن يعلمه، وما كان الرسول صلوات اللّه وسلامه عليه يحدث بهذا الخبر العجيب قبل أن يلقى به أبا بكر، وهو الذي كان أشبه بظلّ رسول اللّه، لا يفارقه أبدا!.
ونعود إلى الإسراء فنقول- كما قلنا من قبل- إنه كان شأنا خاصّا بالنبيّ، ورحلة روحيّة في الملأ الأعلى، أرادها اللّه سبحانه وتعالى له، ليشرح بها صدره، وينعش بها روحه، ويذهب بها ما ألمّ به من ضيق وحزن، بموت عمّه، وزوجه، وبتألّب قريش عليه، وعلى آله، وبما لقى من أهل الطائف من لقاء بارد ثقيل، وردّ سمج قبيح.
وفى حدود هذا المعنى ينبغى أن نقيم نظرتنا إلى الإسراء.. فهو بهذا المعنى، ليس معجزة للتحدّى، تقف من الناس موقف التعجيز لهم، والتحدّى بالإتيان بمثلها، وإنما هي إخبار بأمر شهده الرسول وحده.. فإذا حدّث به كان حديثه الصدق كلّه، لا ينبغى لمن آمن بأنه نبىّ أن يكذّبه، أو يشك في شىء مما يقول، إنه أمين السّماء.. لا يكذب أبدا.. هذا مبدأ يجب أن يسلم به كل من يدخل في هذا الدين، ويؤمن باللّه ورسوله.، واللّه سبحانه وتعالى يقول: {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (7: الحشر).
إن حديث الإسراء اختبار عملىّ لإيمان المؤمنين.. فمن آمن باللّه، لا يكون إيمانه إيمانا حقّا، حتى يؤمن برسوله، ولا يكون مؤمنا برسوله حتى يصدّق كل قول يقوله، ويسلّم به، قبل أن ينظر فيه، أو يعرضه على عقله.، وإن كان ذلك لا يمنعه من أن ينظر بعد هذا في قول الرسول، وأن يعرضه على عقله فذاك نظر غايته الفهم والإدراك لمرامى قول الرسول والعمل به..
فهذه آيات اللّه التي كانت تنزل على الرسول الكريم، إنها لم يقم عليها شاهد بأنها كلام اللّه، إلّا إيمان المؤمنين به، بأنه رسول من عند اللّه، وإن كان في آيات اللّه ذاتها ما يحدث عن إعجازها، وأنها ليست من قول بشر.، ولكن هذا لا يعرف إلا بعد نظر في وجه آيات القرآن، واستعراض ما فيها من قوى الحق، وشواهد الإعجاز!
هذا ما ينبغى أن نقف عنده من حديث الإسراء، فإذا كان لنا أن نمدّ النظر إلى ماوراء هذا، فهو ما جاء من ذكر المسجد الأقصى، وجعله معلما من معالم الإسلام، يناظر المسجد الحرام.، وفى هذا، ما يصل مشاعر المسلمين بهذين المسجدين، ويجعلهما معا آيتين من آيات اللّه في الأرض، يستظلّ المسلمون بظلهما، ويقومون على عمارتهما وتأمين السّبل إليهما.، وهذا لا يكون إلا إذا كان هذان المسجدان داخل دار الإسلام، وتحت يد المسلمين، الأمر الذي يكشف عن وجه من وجوه إعجاز القرآن، في إخباره بالغيب، الذي لم يكن يقع لنظر أحد من المسلمين يومذاك، أو يدور في خواطرهم..
وقد مكّن اللّه للمسلمين من المسجد الأقصى، ودخل هو وما حوله في دار الإسلام، منذ خلافة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إلى اليوم، وإلى ما بعد اليوم، وإلى يوم الدين.، وإنه على رغم ما بذل أعداء الإسلام من جهود في إخراج هذا البيت من يد المسلمين- فإنه لا يلبث أن يعود إليهم، كما يعود إليهم، كما يعود المسافر إلى أهله، بعد رحلة، قد تطول وقد تقصر! ونحن نكتب هذا، في سنة ألف وثلاثمائة وتسع وثمانين من الهجرة 1969 من الميلاد وبيت المقدس في يد اليهود، منذ عامين تقريبا، اليهود الذين عملوا لذلك من قبل ظهور الإسلام يوم كانوا خاضعين لحكم الرومان، ثم عملوا له بعد الإسلام، فأشعلوا الفتن، وأقاموا الحروب، وأغروا النصارى بالمسلمين، حتى وقع الشر بينهم في تلك الحروب التي اتصلت نحو قرنين، والتي عرفت بالحروب الصليبية..
كل هذا ليجد اليهود فرصتهم إلى هذا البيت الحرام، وهاهم أولاء قد وجدوها اليوم، مستعينين بأموالهم، وسلطانهم على أمريكا، التي ساندتهم، ووقفت وراءهم، وأمدتهم بالعتاد والرجال والأموال..